الفئوية ضمن مفهوم الهيمنة والاستحواذ وخطرها على صدقيه الانتماء ووحدة التنظيم

الفئوية ضمن مفهوم الهيمنة والاستحواذ وخطرها على صدقيه الانتماء ووحدة التنظيم

  • الفئوية ضمن مفهوم الهيمنة والاستحواذ وخطرها على صدقيه الانتماء ووحدة التنظيم

افاق قبل 1 سنة

الفئوية ضمن مفهوم الهيمنة والاستحواذ وخطرها على صدقيه الانتماء ووحدة التنظيم

المحامي علي ابوحبله

الانتماء؛ هو حالة شعور الإنسان والشخص إلى الانضمام إلى مجموعة، وهو عبارة عن علاقة شخصية حسية إيجابية، يبنيها الفرد مع أشخاص آخرين أو مجموعة ما، أما مفهوم الانتماء إلى الوطن فيعني تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقة إيجابية مع الوطن، وتكوين علاقة قوية تربطنا بالوطن، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص، ولمعرفة مدى انتماء المرء لوطنه عليه أولاً أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم أن يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، من خلال استعداده النفسي لأن يسلك كل السلوكيات الإيجابية والتي من واجبها أن تخلق فيه شخصاً منتمياً، محباً، مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه من أي عدوٍّ أو ضرر وبنفس منضبطا ومحافظ على وحدة التنظيم بعيدا عن الفئوية والهيمنة والاستحواذ لتحقيق المصالح الانيه والشخصية النفعية على حساب صدقيه الانتماء

 

ورغم أن الانتماء للوطن يعد أقوى ارتباطا بالأرض والوطن والهوية، لكونه يرسخ في جذور الجغرافيا والتاريخ والبيئة، إلا أن الولاء للوطن هو الرابط الرئيس الذي يتحقق من خلال الاختيار والرضا والإخلاص غير المشروط. لذا، فإن الانتماء إلى الوطن لا يشكل بالضرورة دليلا على الولاء له. فاقتناء بطاقة الهوية لا يعني أن حاملها قد تولدت عنده ثقافة الترابط، أو قد نشأ عقد بينه وبين وطنه لا تزول بنوده، بحكم المصلحة أو الظروف مهما كانت، لذلك فمعيار الالتزام بالولاء للوطن يكون في السلوك الذي يترجم مشاعر الاعتزاز بالانتماء، ويصل إلى حد القبول بمقومات التضحية في سبيل حماية استقرار الوطن، وصون كرامته، والذود عن سيادته..

وهنا تنبع فلسفة العمل لأجل بناء المؤسسات والنقابات وغيرها من مبررات وجوده، وأهدافه القائمة على حماية مصالح الأعضاء والدفاع عنهم بالنضال ألمطلبي والسلمي الذي ينسجم مع تحقيق التطلعات الوطنية والاجتماعية والمساهمة في ارتقاء المجتمع وازدهاره، وخلق حالة من التوازن في توزيع المنافع والفوائد على الجميع بعدالة ومساواة وبدون تمييز، وذلك باتحاد بين مجموعة من الأشخاص المنتمين والمؤمنين بضرورة وجود التنظيم أو الفصيل أو الحزب وأهميته ودوره الفعّال في تقديم الخدمات لتسهيل قيامهم بمهامهم الوظيفية وأدوارهم المهنية، وتنمية مهاراتهم وبناء قدراتهم، بهدف تحسين الأداء وتطوير وعيهم السياسي والنقابي والثقافي، وصولاً للعمل اللائق والكريم.

 

يقضي هذا الفهم لضرورة صياغة منهجيات جديدة وتطوير الأساليب النضالية، وإعادة النظر في الطرق التنافسية في إطار الأجسام المؤسساتية ، والصراع المبني على أسس سياسية وأيدلوجية ومصالح فئوية وحزبية وشخصية ضيقة، وتؤثر بشكل سلبي على التنظيم وتتعارض مع تعزيز القيم والمبادئ المدنية والديمقراطية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق من خلال العمل الجماعي والتشاركية وتجسيد قيم التعاون والتضحية والانتماء الصادق، والرغبة في تحقيق النجاح لصالح الأهداف المرجوة على أساس الإدارة المؤسساتية الرشيدة والنزاهة والكفاءة والأمانة، مع وجود قيادة كفؤ لإدارة المؤسسات تجمعها الفكرة والأهداف، متجانسة بالعمل؛ تحكمها المبادئ منحازة للفكرة والقضية والمهمة التنظيمية التي تشغلها للحفاظ على مصالح ألعامه ووحدة التنظيم ، وفق دراسات وخطط منهجية وعلمية، بما يساهم في رفع مستوى الأداء وتعزيز الدور الوطني بعيداً عن المناكفات ومحاولات فرض السطوة والشرذمة المقصودة للمس بالعمل التنظيمي وحرياته، وبدوره النضالي، وتفريغه من مضمونه وواجباته ومحاصرته وتقييد تحركاته.

 

لذا لا يجوز أن يستمر الصراع والتنافسية السلبية التي ساهمت في تحويل التنظيم لشبكات من المصالح والمنافع بين الأفراد يدور في فلكها المنتفعون والمستفيدون على قاعدة المحسوبية واستقطاب المصالح والمنافع، وهذا معيب في حقِّ العمل التنظيمي بما يحمل من فكر تحرري ديمقراطي يسعى للتغيير؛ لذا من الواجب أن يتم العمل على إعادة صياغة منهجيات العمل وطبيعة العلاقات بين الشركاء (الفر قاء) في العمل التنظيمي بحيث يكون التنافسية إيجابية تقوم على قاعدة الشخص المناسب في مكانه المناسب ضمن مفهوم تحسين الأداء للصالح العام ؛ لا أن يتكون بهدف الاستحواذ والسيطرة وفرض الوصاية من أي جهة كانت خارجية أو داخلية.

إن التغيير يحتاج إرادة وإيمان بالفكر وتفاني بالعمل، والمطلوب أن يكون هناك مبادرات قادرة عن التعبير بشكل حقيقي بعيداً عن التجاذب بما يحقق تطلعات وآمال الجميع بتحقيق الصالح العام بعيداً عن الشخصنة والحسابات الضيقة وأي تفسيرات أو مصالح لأي جهة كانت

و تهدف للتغيير والتطوير والتجديد والاستثمار الأمثل للقوى المجتمعية وخاصة الشباب والنساء، والواجب تجسيد ذلك بفعلٍ مؤثر على الأرض وبسياسات وطنية تسمح بتحقيق ذلك، وتساهم في إحداث التدخلات المطلوبة للتغيير المنشود والارتقاء بالواقع نحو الأفضل وصولاً إلى مجتمع مدني ديمقراطي ريادي مُتقدِم ومتحضر.

 

 

التعليقات على خبر: الفئوية ضمن مفهوم الهيمنة والاستحواذ وخطرها على صدقيه الانتماء ووحدة التنظيم

حمل التطبيق الأن